وتعمّد عبد العزيز تكرار أسطوانته المعهودة، بدعوة الأمم المتحدة إلى توسيع صلاحية بعثة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، مع "إطلاق سراح معتقلي اكديم ايزيك، وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية"، على حد تعبيره.
وبعدما أسرف قياديو تنظيم "بوليساريو"، طيلة الآونة الأخيرة، في توجيه تهديدات مباشرة للمغرب بحمل السلاح وإجراء مناورات عسكرية فوق التراب الجزائري، اختار عبد العزيز هذه المرة حائط الجارة الشرقية، ليطالب مجلس الأمن بما وصفه بـ"الإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة والعقوبات الصارمة على دولة الاحتلال المغربي للإسراع في تصفية الاستعمار من بلادنا"، على حد زعمه.
مواقف زعيم "الجبهة" جاءت في رسالة موجهة لاتحاد العمال الجزائريين، الذي خصص للبوليساريو احتفاء خاصا بمناسبة العيد الأممي للشغل، إذ اعتبر أن المغرب "يخلط الأوراق لعرقلة المسار الحتمي للتاريخ نحو إحقاق الحق وانتصار الشرعية واستعادة الشعب الصحراوي لحقوقه المغتصبة"، فيما طالب بـ"العودة الفورية للمكون السياسي والمدني للمينورسو إلى الصحراء الغربية".
هجوم من يصف نفسه بـ"رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" طال أيضا فرنسا، التي وصفها بـ"الأطراف المعروفة"، وقال إنها تمنح "دعما مخجلا" للمغرب، معتبرا أن الرباط بهذا الدعم الفرنسي "وضعت نفسها في مواجهة صريحة مع المجتمع الدولي عامة"، ومدعيا أن المغرب يسعى إلى "فرض أمر واقع فوق القانون، قائم على احتلال عسكري لا شرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية".
وتأتي خرجة عبد العزيز عشية انعقاد أشغال الدورة 34 لمجلس وزراء خارجية دول "اتحاد المغرب العربي" بتونس، التي تعرف مشاركة المغرب، ممثلا بمباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وهو الموعد الذي عبرت فيه الرباط عن توجسها من مسؤولية الجارة الجزائر عن عرقلة أجهزة المنظمة المغاربية.
ومقابل هذا التوجس، ترى الجزائر ضرورة ما تصفه بـ"إعادة النظر في هياكل ومنظومة اتحاد المغرب العربي"، على أن تتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية والرهانات التي تواجه المنطقة، "لاسيما الإرهاب والهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالمخدرات"، وهي المواقف التي عبر عنها الوفد الجزائري المشارك في تونس، والذي يترأسه وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل.